إيجابيات وسلبيات العيش في بلجيكا من وجهة نظر المغترب العربي

موقع العيون البلجيكية _ العيش في بلجيكا تجربة مختلفة تجمع بين فرص كبيرة وتحديات يومية لكل مغترب عربي يبحث عن حياة جديدة في أوروبا.
بلجيكا بلد صغير جغرافياً لكنه غني بالفرص والثقافات ويتميز بتنوع لغوي وإجتماعي يجعل تجربة العيش فيه مزيجاً من الإيجابيات والسلبيات.
من أهم الإيجابيات الأمان والإستقرار فمعدلات الجريمة منخفضة نسبياً مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى المجاورة مما يجعل الحياة اليومية آمنة للعائلات والأفراد كما أن النظام الصحي في بلجيكا من أفضل الأنظمة في أوروبا ويتيح الوصول إلى الرعاية الطبية المتقدمة بأسعار معقولة عبر التأمين الصحي مما يوفر شعوراً بالطمأنينة للمغتربين.
التعليم ميزة أخرى كبيرة فبلجيكا تقدم تعليماً مجانياً أو منخفض التكلفة للأطفال حتى المرحلة الثانوية كما أن الجامعات البلجيكية معترف بها عالمياً وتقدم برامج باللغة الإنجليزية والفرنسية والهولندية ما يتيح للطلاب العرب متابعة دراستهم بسهولة نسبياً وفتح أبواب مهنية مستقبلية.
فرص العمل في بلجيكا متنوعة خصوصاً في المدن الكبرى مثل خنت وبروج وبروكسل وأنتويرب، حيث تتواجد شركات دولية ومؤسسات أوروبية وبحثية هذا التنوع يسمح بدخول مجالات مختلفة سواء في الإدارة أو التقنية أو الصناعة كما أن الحكومة تشجع ريادة الأعمال وتوفر تسهيلات للمشاريع الصغيرة والمتوسطة
الإندماج الثقافي من الإيجابيات المهمة أيضاً فبلجيكا بلد متعدد الثقافات والمجتمعات العربية موجودة بشكل ملحوظ في المدن الكبرى ما يسهل الشعور بالانتماء مع إمكانية التعرف على ثقافات أخرى والتفاعل معها وهذا يخلق توازناً بين الحفاظ على الهوية الثقافية والإنخراط في المجتمع الجديد.
أما من جهة السلبيات فتكمن أبرزها في الطقس غالباً بارد وممطر وهذا يؤثر على المزاج والحياة الإجتماعية خصوصاً لمن إعتادوا على جو أكثر دفئاً واللغة تشكل تحدياً كبيراً فوجود ثلاث لغات رسمية يجعل تعلم لغة المنطقة أمراً ضرورياً للاندماج في سوق العمل والحياة اليومية. كما أن البيروقراطية في الأمور الإدارية والإقامة معقدة أحياناً وقد تستغرق وقتاً طويلاً لإنجاز أبسط المعاملات مما يسبب ضغطاً نفسياً على المغترب العربي.
تكاليف المعيشة في بلجيكا مرتفعة نسبياً خاصة في المدن الكبرى، أما فرص العمل فهي متوفّرة. لكن المنافسة عالية مما يجعل العثور على وظيفة مناسبة تجربة صعبة لبعض المغتربين العرب خاصة في بداية حياتهم الجديدة.
في النهاية العيش في بلجيكا تجربة مزيج بين الإيجابيات والسلبيات من وجهة نظر المغترب العربي الأمان والإستقرار وفرص التعليم والعمل والتنوع الثقافي تجعلها بلداً جذاباً. لكن الطقس واللغة والبيروقراطية وتكاليف المعيشة تشكل تحديات يجب التعامل معها بالصبر والمثابرة فالمغترب الذي يستطيع التكيف مع هذه التحديات يجد أن بلجيكا مكان يمكن أن يتحول إلى وطن ثانٍ يوفر له ولأسرته حياة مستقرة ومليئة بالفرص.

