الضوضاء في بلجيكا: القوانين وكيفية التعامل مع إزعاج الجيران

موقع العيون البلجيكية _ يُعد خفض الضوضاء وإزعاج الجيران في بلجيكا جزءاً مهماً من القوانين الإجتماعية التي تهدف إلى حماية الأفراد وضمان راحة السكان، خاصة خلال ساعات الليل وفترات الراحة. ويحرص القانون البلجيكي على الحد من الأصوات المفرطة التي قد تزعج السكان أو تؤثر على جودة حياتهم.
حيث تفرض القوانين البلجيكية الإلتزام بالهدوء خلال ساعات محددة. فمن الساعة العاشرة مساءاً حتى السابعة صباحاً، يجب تجنب جميع أشكال الضوضاء التي قد تسبب إزعاجاً للآخرين، وذلك إحتراماً للعاملين في الصباح الباكر وللأطفال المتجهين إلى المدارس. وخلال النهار، يُمنع إصدار ضوضاء غير مُبرّرة ما بين السابعة صباحاً والعاشرة مساءاً، بإستثناء الحالات الضرورية مثل أعمال الطرق، الأشغال البلدية المصرح بها، أو أعمال الصيانة الطارئة.
عند مواجهة مشكلة تتعلق بضوضاء الجيران، ينصح في البداية بالتواصل المباشر معهم بطريقة ودّية، حيث قد لا يكون الجار على عِلم بأن الضوضاء التي يصدرها مزعجة. وإذا لم تنجح المحاولة الأولى، يمكن اللجوء إلى وسيط مثل مالك العقار أو أحد الوسطاء المتطوعين من البلدية للمساعدة في حل المشكلة بشكل سلمي.
وفي حال استمرار الإزعاج، يمكن التواصل مع البلدية أو الشرطة البلجيكية لتقديم شكوى غير عاجلة، مع ضرورة تجنب الاتصال بخط الطوارئ 101 إلا عند الضرورة. وإذا لم تجدِ هذه الطرق نفعاً، يمكن تقديم شكوى رسمية لدى الشرطة، التي قد توجه تحذيراً للجيران المزعجين، وفي حال تكرار الإزعاج قد تُتخذ إجراءات قانونية تصل إلى المحاكمة. ويُفضل تسجيل الضوضاء كدليل عند تقديم الشكوى.
تختلف مستويات الضوضاء المسموح بها في بلجيكا حسب طبيعة المكان. ففي المقاهي والمؤسسات لا يُسمح بأن تتجاوز الموسيقى الإلكترونية مستوى 90 ديسيبل، حفاظًا على صحة الحضور ومنع الأذى السمعي. أما داخل المنازل، فيجب التأكد من أن الأصوات مثل الموسيقى لا يمكن سماعها خارج المنزل حتى لا تتسبب في إزعاج الجيران. وينصح أيضاً بتجنب الأنشطة المزعجة مثل قص العشب أو أعمال الصيانة المنزلية خلال يوم الأحد أو في ساعات المساء التي تعتبر مخصصة للراحة.
للحفاظ على علاقات جيدة مع الجيران وتجنب النزاعات، يوصى بتقليل الضوضاء داخل المنزل من خلال خفض صوت التلفاز ليلاً، وتجنب استخدام الأجهزة الصاخبة في أوقات الراحة، والإبتعاد عن إغلاق الأبواب بعنف أو التحدث بصوت مرتفع داخل المباني المشتركة. فالضوضاء المستمرة يمكن أن تؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية، وقد تتسبب في التوتر والقلق والأرق.
وتؤكد هذه القوانين على أهمية التعايش السلمي داخل المجتمع البلجيكي. حيث يساعد احترام القواعد والتفاهم بين الجيران على خلق بيئة مريحة وهادئة تقل فيها المشكلات المتعلقة بالضوضاء.

