أخبار بلجيكا الآن

تحديات الشباب العربي في بلجيكا: العمل، اللغة، الإقامة والأحلام

موقع العيون البلجيكية _ يواجه الشباب العربي في بلجيكا تجربة فريدة تجمع بين الطموح والواقع، بين الأحلام الكبيرة والصعوبات اليومية. الإنتقال إلى بلد أوروبي مثل بلجيكا يحمل في طياته فرصاً متعددة، لكنه يأتي أيضاً مع تحديات مُعقّدة، بعضها ملموس وبعضها نفسي واجتماعي. يمكن تقسيم هذه التحديات إلى أربعة محاور رئيسية: العمل، اللغة، الإقامة، وتحقيق الأحلام.

1. تحدي العمل في بلجيكا: بين الطموح والواقع

الحصول على وظيفة مناسبة يعد من أكبر العقبات أمام الشباب العربي في بلجيكا. على الرغم من أن البلد يوفر سوق عمل متنوع، إلا أن العديد من الشباب يجدون أنفسهم محاصرين بوظائف منخفضة الأجر أو غير مرتبطة بتخصصاتهم الأكاديمية.

الأسباب الرئيسية لذلك تشمل:

* عدم الإعتراف الكامل ببعض الشهادات الجامعية العربية.
* المنافسة الشديدة في سوق العمل الأوروبي.
* التحيزات الثقافية أو الاجتماعية التي قد تواجه الشباب العرب، خاصة في بعض القطاعات.

هذا الواقع يدفع الكثيرين من العرب في بلجيكا للعمل في مجالات مختلفة عن تخصصهم أو اللجوء إلى ريادة الأعمال الصغيرة، لكن الطريق ليس سهلاً ويتطلب صبراً وإصراراً كبيرين.

2. تحدي اللغة في بلجيكا: جسر التواصل

بلجيكا دولة متعددة اللغات، حيث يتحدث سكانها الفرنسية والهولندية والألمانية، مع انتشار اللغة الإنجليزية في بعض القطاعات. للشباب العربي، تعلم هذه اللغات ليس خياراً، بل ضرورة للإندماج في سوق العمل والمجتمع.

* الفرنسية: تُعتبر اللغة الأساسية في مدينة بروكسل وبعض المناطق الجنوبية  أي “والونيا”.
* الهولندية: مهمة في المناطق الشمالية (فلاندرن) وفرص العمل هناك غالباً تتطلب مستوى جيداً فيها.
* الإنجليزية: لغة تتيح فرص عمل مؤقتة أو في شركات دولية، لكنها لا تكفي للإندماج الكامل.

تحدي اللغة لا يقتصر على تعلم قواعد اللغة، بل يمتد إلى القدرة على التواصل بثقة وفاعلية، وهو أمر يتطلب ممارسة مستمرة وصبراً.

3. تحدي الإقامة في بلجيكا: البيروقراطية والضوابط

الحصول على إقامة قانونية في بلجيكا، أو تجديدها، يمثل اختباراً صعباً للعديد من الشباب العرب. الإجراءات البيروقراطية قد تكون معقدة وطويلة، وتشمل:

* تقديم المستندات الرسمية وترجمتها.
* متابعة المواعيد الرسمية لدى البلديات ومكاتب الهجرة.
* الالتزام بشروط العمل والدراسة للحصول على تصاريح محددة.

هذه الإجراءات تجعل الكثير من الشباب يشعرون بعدم الاستقرار أو القلق المستمر على مستقبلهم في البلد.

4. الأحلام: بين الواقع والطموح

رغم كل التحديات، يحمل الشباب العربي في بلجيكا أحلاماً كبيرة: استكمال التعليم العالي، بناء مسيرة مهنية ناجحة، والمساهمة في المجتمع الجديد الذي يعيشون فيه. لكن الأحلام تتطلب مواجهة القيود اليومية بالصبر والمثابرة، والاستفادة من كل فرصة للتعلم، سواء كانت تعليمية، عملية، أو إجتماعية. كما أن بناء شبكة علاقات اجتماعية مهنية مهمة جدًا لتسهيل الاندماج وفتح أبواب جديدة.

في النهاية، تجربة الشباب العربي في بلجيكا هي مزيج من التحديات والفرص. مواجهة هذه التحديات تتطلب الصبر، تطوير المهارات، تعلم اللغة، وفهم القوانين والإجراءات المحلية. وفي الوقت نفسه، يحمل الشباب في داخله قوة الحلم والطموح، وهو ما يجعل هذه التجربة فرصة للنمو الشخصي والمهني، رغم كل الصعوبات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى