راتب التقاعد في بلجيكا: ما الذي سيتغير بدءاً من عام 2026؟
موقع العيون البلجيكية _ ستتغير قوانين التقاعد في بلجيكا وهي واحدة من أكبر التغييرات منذ عقود، وذلك بسبب التغيُّرات السكانية وارتفاع عدد كبار السن مُقارنةً بعدد العاملين. لذلك قرّرت الحكومة البلجيكية إعادة تنظيم النظام ليُصبح أكثر إستقراراً وأكثر عدلاً بين الجميع.
ملاحظة: قبل أن نبدأ الشرح، إدعم من فضلك الموقع دائماً لأننا نكتب معلومات مهمة، وليس من أجل أن نكتب فقط. ونحن نكتب من أجل أن يفهم الجميع كل القوانين في بلجيكا بدون تشويش من المواقع الأخرى التي يسكن أصحابها في الدول العربية ولا يفهمون شيئ بما يدور في بلجيكا.
المبدأ الأساسي لقانون التقاعد الجديد في بلجيكا هو: كُلّما كانت لديك سنوات عمل فِعلية أكثر، كُلّما كان راتب التقاعد الخاص بك أفضل.
أولًا: تغييرات تخص الموظفين الحكوميين في بلجيكا
1. سيتم رفع سن التقاعد لبعض الفئات
العسكريون وموظفو السكك الحديدية ورجال الإطفاء، سيتم رفع سن تقاعدهم تدريجياً. في البداية سيتم رفع سن تقاعدهم إلى 57 سنة وبعد ذلك سيتم رفعه إلى 58 سنة. بالمناسبة هذه المهن كانت بالسابق تتقاعد عند سن 53 سنة، لأن الحكومة البلجيكية كانت تريد جذب البلجيكيين إلى هذه المهن لأن بها خطورة سواء في الحروب أو عند إطفاء الحرائق. بمعنى آخر: لن يعود بإمكانهم التقاعد مبكراً كما كان في السابق.
2. تغيير طريقة حساب راتب التقاعد في بلجيكا
في الماضي كان حساب التقاعد في بلجيكا يعتمد على أفضل السنوات الأخيرة من الراتب، يعني إذا عملت طِوال حياتك على حسابك الخاص أي فتحت شركة أو مطعم، وفي آخر 10 سنوات إجتهدت وبحثت عن عمل أي أصبح عامل أو موظف لدى شركة، فإنه سيتم التعامل معك على هذه المدّة الأخيرة. وبالتالي ستحصل على راتب معاش مرتفع، لأنك لو بقيت تعمل على حسابك الخاص فسوف تحصل على راتب معاش مُنخفض. لكن الآن سيتغير هذا النظام تدريجياً، وسيُصبح الحساب مبنياً على عدد أكبر من سنوات العمل، وليس فقط السنوات الأخيرة المرتفعة. وهذا يجعل النظام أكثر عدلاً للجميع.
ملاحظة: في السابق كان معظم البلجيكيين يفتحون شركة أو متجر أو مطعم وعند بلوغهم سن 50 سنة، يتوقفون، ثم يعملون عمال مصانع أو شركات، لكي يحصلوا على راتب تقاعد مرتفع. ولكن هذا سيتغير بدءاً من العام القادم.
3. تقليل الإمتيازات الخاصة بالتقاعد في بلجيكا
بعض الفئات كانت تستفيد من سنوات إضافية “غير حقيقية” تُضاف إلى مسارها المهني. وهذه الإمتيازات سيتم تخفيضها أو إلغاؤها تدريجياً، حتى يصبح الجميع على قواعد مُتشابهة.
4. تخفيض الزيادات الكبيرة في نهاية المسار
كانت هناك زيادة إضافية يحصل عليها البعض إذا أكملوا عدداً كبيراً من سنوات العمل. لكن هذه الزيادة سيتم تقليلها، بإستثناء بعض الوظائف الحساسة مثل الشرطة والتعليم والجيش.
ثانياً: تغييرات تشمل الجميع (قطاع عام – خاص – مستقلون)
1. التقاعد المبكر لن يصبح سهلاً كما كان في بلجيكا
للحصول على التقاعد المبكر، سيحتاج الشخص إلى سنوات عمل فعلية أكثر، وليس فقط سنوات مُسجّلة.
2. مكافأة لمن يعمل لفترة أطول
من يختار مواصلة العمل بعد السن القانوني سيحصل على مكافأة تزيد من معاشه شهرياً.
3. عقوبة لمن يغادر مبكراً بدون إستيفاء الشروط
من يتقاعد مبكراً دون عدد كافي من السنوات الفعلية قد يتعرّض لخصم من قيمة معاشه.
4. تشجيع العمل الفعلي بدل الفترات الموازية
الفترات غير المرتبطة بالعمل (مثل بعض فترات الإنقطاع) لن تُحتسب كما كانت سابقاً. والتركيز الآن سيكون على العمل الحقيقي.
ما الهدف من كل ذلك؟
- جعل النظام أكثر عدالة بين الناس في بلجيكا.
- تقليل الفوارق بين موظفي القطاع العام والخاص.
مواجهة إرتفاع عدد المتقاعدين في بلجيكا
- ضمان أن يكون النظام المالي للتقاعد مُستداماً لسنوات طويلة.
- تشجيع الناس على الإستمرار في العمل قدر الإمكان.
ملاحظة: في عام 2026 سيتم رفع سن التقاعد القانوني في بلجيكا إلى 66 سنة. وفي عام 2030 من المتوقع أن يرتفع سن التقاعد إلى 67 سنة. أما التقاعد المبكر في بلجيكا سيرتفع إلى سن 63 سنة، ولكن سيحصلون على راتب تقاعدي أقل من الذي يتقاعدون متأخراً.
خلاصة مُبسطة جداً: إذا أردنا تلخيص إصلاحات التقاعد في بلجيكا في جملة واحدة: المعاش التقاعدي في بلجيكا سيعتمد أكثر على العمل الفعلي، وستقل الإمتيازات القديمة، وسيكون التقاعد المبكر أصعب… بينما من يعمل مدة أطول سيكسب أكثر. وبالتالي إنتهى عصر الرفاهية حيث تجلس في المنزل سنوات طويلة وفي النهاية تحصل على راتب قريب من راتب الشخص الذي عمل لمدة طويلة. وبالتالي سيكون هذا أحد أكبر التغييرات على الإطلاق في بلجيكا.
