أخبار أنتويرب

قضية الفتاة المغربية مروة في بلجيكا… هل يحق للطبيب في بلجيكا إنهاء حياة مريض؟

موقع العيون البلجيكية _ تشهد قضية الفتاة المغربية مروة بن أحمد البالغة من العمر 18 عام والتي ترقد في غيبوبة منذ أكثر من شهر في المستشفى الجامعي (UZA) في مدينة أنتويرب، توتراً متصاعداً بين عائلتها والفريق الطبي. فبينما يرى الأطباء أن حالتها ميؤوس منها وأن الإستمرار في الإبقاء عليها عبر الأجهزة لم يعد ذا جدوى طبية، تُصرّ عائلتها على منحها فرصة إضافية قبل إتخاذ قرار نهائي.

خلاف بين الأسرة ومستشفى أنتويرب

يؤكد الأطباء أن الفحوص العصبية المتكرّرة تُظهر عدم وجود تحسن، وأن فرص إستعادة الوعي ضئيلة للغاية. ووفق الفريق الطبي، فإن مواصلة الإنعاش الإصطناعي قد يُعدّ “إلحاحاً علاجياً” غير مُبرَّر.

في المقابل، تقول العائلة إنها لاحظت إستجابات بسيطة وتطلب مزيداً من الوقت أو آراء طبية إضافية، مُعتبرة أن القرار “سابق لأوانه”.

ماذا تقول القوانين البلجيكية؟

القانون البلجيكي في حالات كهذه واضح نسبياً، ويستند إلى مبدأين رئيسيين:

1. الطبيب هو صاحب القرار النهائي في حال غياب الأمل الطبي

إذا اعتبر الفريق الطبي أن إستمرار العلاج لا يفيد المريض، يمكنه قانوناً إتخاذ قرار بوقفه. لكن القانون يُلزم الأطباء بإجراء تقييم جماعي وبالإستناد إلى معايير طبية صارمة.

2. الإستشارة الإلزامية للعائلة

يجب على المستشفى إبلاغ الأسرة بالوضع ومناقشة الخيارات معها بوضوح، بما في ذلك شرح التوقعات العلاجية واحتمالات الشفاء.

3. حق الأسرة في طلب رأي ثاني أو نقل المريض

يمكن للعائلة طلب:

  • رأي طبي مستقل.
  • أو نقل المريضة إلى مؤسسة أخرى إذا كان ذلك ممكناً طبياً.

4. إذا إستمر الخلاف…

في حال عدم التوصل لإتفاق:

تُعقَد لجنة أخلاقية داخل المستشفى للنظر في القرار. حيث يمكن للعائلة اللجوء إلى القضاء البلجيكي المُستعجَل. لكن المحاكم عادةً لا تتدخّل في القرار الطبي إلا في حال وجود خطأ إجرائي أو غياب الشفافية.

البروفيسور البلجيكي “ستيفن لوريوس” وهو أحد أبرز خبراء طب الغيبوبة والوعي في بلجيكا، علّق بأن مثل هذه الحالات “معقّدة وحساسة”، وأن التقييم يجب أن يستند إلى أدلة علمية دقيقة، مع إحترام مشاعر العائلة.

مروة في غرفة العناية المركزة في مدينة أنتويرب.

قضية إنسانية وقانونية

بين موقف طبي مبني على المعطيات العلمية، وموقف عائلي مبني على الأمل، تبقى قضية مروة واحدة من تلك الملفات التي تضع الأخلاقيات الطبية تحت ضغط كبير. وما زال القرار النهائي مُعلّقاً ريثما تُستكمل النقاشات بين الطرفين.

حالة الفتاة مروة

هناك تحسُّن “خفيف” في حالة الفتاة المغربية “مروة بن أحمد” (18 عام) يبعث الأمل في نفوس عائلتها: “لكن يجب أن يتم ذلك بكرامة إنسانية”.
حيث شهدت حالة مروة، التي سقطت مغشيّاً عليها في المدرسة يوم 7 نوفمبر بعد إصابتها بصداع حاد ودخلت في غيبوبة منذ ذلك الحين، تحسّناً طفيفاً وفق ما أعلنته عائلتها. هذا التطور، رغم محدوديته، أعاد شيئاً من الأمل لأقاربها الذين يعيشون منذ أسابيع بين الخوف والترقُّب.
وقالت العائلة إن الأطباء في مستشفى أنتويرب رصدوا مؤشرات بسيطة تدل على إستجابة خفيفة، ما يعني بالنسبة لهم أن مروة “لا تزال تقاوم”. ومع ذلك، تؤكِّد الأسرة أنها تريد أن يتم كل قرار طبي “بكرامة وإنسانية”، في إشارة إلى النقاش القائم مع المستشفى حول مستقبل العلاج وإمكانية الإبقاء على الأجهزة الداعمة للحياة.
إحتجاج عائلة مروة من أجل عدم وقف العلاج؟
وتواصل العائلة طلب مزيد من الوقت لمروة، فيما يُصرّ الأطباء على ضرورة تقييم الحالة بموضوعية طبية صارمة، نظراً لطول فترة الغيبوبة وضعف فرص التحسن الكبير. حيث يتشبَّث أفراد أسرتها بالأمل، بينما ينتظر الجميع أي تطوُّر جديد قد يغيّر مسار حالتها.
ملاحظة: عائلة الفتاة “مروة” جمعت أكثر من 30 ألف يورو في ساعات قليلة. حيث فتحت شقيقتها التوأم “رانيا” مع والدتها “ليلى حجوبي” رابط تبرُّع من أجل علاجها في مستشفى “لوفين” على حسابهم الخاص، والهدف هو جمع 45 ألف يورو. حيث جمعوا حتى الآن حوالي 32 ألف يورو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى